موقف المسلم من الكافرين والكفره ! !
" قل يا أيها الكافرون لا أعبد ما تعبدون " . . . الآيه
بفرحة المؤمنين بالإصطفاء والذين أمنوا بالإجتباء التقيت بسماحة الإمام وحوله جمع كبير من الذين آمنوا حافين به كالنجم بالبدر أو كالجٌند بالعلَم . . .
السلام عليكم ورحمة الله . . . وعليكم مثل ما قلتم وبركاته .
قلت : سيدى الكريم . . . هل أرسل الرسول ( أى رسول ) لإبادة الكفار وإفناؤهم ؟ وهل الرسول يكره الكافرين ؟ فبادرنى سماحته قائلاً : يا بنى إن الرسول لم يرسله الله إلا رحمه
لقومه ليخرجهم من الظلمات إلى النور بإذن الله تعالى وعلى ذلك فالله لم يكره خلقه ولو كفروا فلما رأى ما بى لم يستوقفه إستغرابى .
قال : لو كان الله يكرههم ما أرسل إليهم صفوة خلقه ليعيدهم إليه بعد أن أضلهم أسوأ خلقه ولما أرسل إليهم مع رسوله الكتاب ولما خاطبهم بالعتاب ولما فتح لهم إليه أوسع الأبواب
ولما فتح لهم أبواب الجنه ولآخذهم بالمظنه ولكن الحليم الكريم الغفور الرحيم الذى سبقت رحمته فى الدنيا غضبه فى الآخره والرسول يحمل معه مفتاح الجنه لمن أطاعه وعاد معه
إلى الله فعندما يرسل الله رسولاً إلى قوم كافرين فإنه أمر من الله أن يعاملهم بالحسنى ويصبر على أذاهم ولا يحزنه قولهم ولكن يعز عليه كفرهم مع أن كفرهم لا يضر الله ولا
رسوله والرسول ( أى رسول ) لا يقسو على غير المؤمنين ولو كفروا بل لو أدعى أحدهم الربوبيه فقال : ( أنا ربكم الأعلى ) ولو إدعى أيضاً الألوهيه فقال : ( ما علمت لكم من إله
غيرى ) وقد حدث ذلك مع سيدنا موسى وسيدنا هارون عليهما وعلى نبينا السلام عندما قال لهما رب العالمين : " إذهبا إلى فرعون إنه طغى فقولا له قولاً ليناً لعله يتذكر أو
يخشى " . . . منتهى الرحمه ولو كان الأمر أمر إباده لما جعل الله ذلك مهمة لرسوله فإنه سبحانه الأقدر على ذلك من الرسل وكان الأولى من ذلك كله ألا يخلقهم أصلاً أليس الله
بقادر ؟ قلت : بلى سبحانه .
ثم إستطرد الإمام يقول : لو خلقناهم لرحمناهم ولكن الله خلقهم ولذلك رحمهم ولذلك أرسل إليهم الرسل مبشرين ومنذرين وخلق الجنه وحسنها وطيبها وزينها للعائدين منهم إليه
الراغبين فيما لديه وبعد إتباع النبى أوالرسول فتح الله باب المغفره لمن أذنب والتوبه لمن أخطأ وجعل الشفاعه بأنواعها للعباد ولمارأى الحاضرون الشيخ مسترسلاً فى العجائب
مسهباً فى الغرائب صمتوا صمتاً رهيباً كأنما الطير حطت فوق رؤسهم لا خوف مكر ولكن خوف إجلال حتى حبست منهم الأنفاس آملين فى الفوز بالإقتباس وتوقفت فى أيديهم
المسابح حتى قطع الصمت صائح يقول : صلوا على رسول الله التفت إليه الأمام وقال لأنه صلى الله عليه وسلًم الرحمه المهداه من الله فإنه يستحق الصلاه عليه من الله وملائكته
والمؤمنين , ألم يقل عنه ربه : ( وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين ) .
ثم سأله أحد الحاضرين قائلاً : هل هناك فرق بين الكفار والكافرين ؟
قال سماحته وأيضاً الذين كفروا والكفره .
فالكافرون لم يدخل الإيمان قلوبهم بعد ولذلك يقول الله لنبيه صلى الله عليه وسلّم : ( قل يا أيها الكافرون . لا أعبد ماتعبدون ) . إلى أن قال سبحانه وتعالى ( لكم دينكم ولى دين ) أما
الذين كفروا فهم الذين خرجوا من النور إلى الظلمات وهم خلاف الذين آمنوا الذين أخرجهم الله من الظلمات إلى النور . قال تعالى : ( الله ولى الذين آمنوا يخرجهم من الظلمات إلى
النور والذين كفروا أوللؤهم الطاغوت يخرجونهم من النور إلى الظلمات )
أما الكفره فإنهم الذين لم يؤمنوا ولن يؤمنوا وهؤلاء قال عنهم ربنا : ( أولئك هم الكفرة الفجره ) .
وبقى أن نعرف الكفار وهذه كلمه جامعه تقع فى السياق فتعطى المعنى ثم تقع فى سياق آخر فتعطى معنى آخر مثل قوله تعالى : ( ولا الذين يموتون وهم كفار ) هذا مفهوم حسب
السياق القرآنى العجيب يفيد الكفر بمعنى الضلال .
أما قوله تعالى : ( يعجب الزراع ليغيظ بهم الكفار ) . فهذا مفهوم يفيد غير ذلك وغير هذا وذاك والسؤال : هل بعث الله الرسل للقضاء على أهل الكفر ؟ طبعاً لا هذا هو الجواب كما
يسألنى أحدكم : هل جعل الله الطبيب للقضاء على المرضى ؟ أقول أيضاً لا ولكن الرسول طبيب قلوب وأرواح إنما يبعثه الله للقضاء على الكفر فيسلم الكافر منه كما جعل الطبيب
للقضاء على المرض فيسلم المريض منه والسؤال أليس من المناسب واللائق والمعقول أن يكون الدين عند الله الإسلام ؟
السلام عليكم
وعليكم السلام